* انحياز "سافر" من الرباعية الدولية لإسرائيل
ناشد رئيس
مجلس الأمة أحمد السعدون مجلس الامن الدولي باتخاذ موقف موحد ومتماسك
لحماية المدنيين في سوريا ، في ظل سياسة "الارض المحروقة " التي يتبعها
النظام في قمع الثورة، مستنكرا في الوقت ذاته عدم جدية أعضاء الرباعية
الدولية في الشأن الفلسطيني وعدم حيادية بعضهم وانحيازهم" السافر "الى
جانب العدوان الصهيوني.
ودعا
السعدون المجتمع الدولي إلى تبني كل ما من شأنه المساهمة في ارساء قواعد
سلام ونظام امن جماعي عالمي يرتكز على الوئام بين الاديان والتقارب بين
الحضارات والثقافات المختلفة.
وقال
السعدون في كلمة له أمام الاجتماع العام للمؤتمر ال(126) للاتحاد البرلماني
الدولي المنعقد حاليا أن العالم بما يواجهه من ازمات وتحديات كثيرة لاسيما
النزاعات المسلحة التي تهدد الاستقرار والسلم الدوليين بحاجة إلى إرادة
دولية صادقة وإدارة قادرة على احداث تغييرات جذرية في منظومة عمل الامم
المتحدة.
وشدد على الدور المحوري الذي
يقوم به البرلمانيون على الصعيد الوطني وعملهم في اطار عمل المنظمات
الاقليمية والدولية للوصول إلى قرارات دولية رشيدة وفعالة ازاء تلك الازمات
والتحديات.
وفي ما يلي نص كلمة السعدون:
بداية
يطيب لي باسمي ونيابة عن الاخوة اعضاء وفد الشعبة البرلمانية الكويتية ان
اتقدم بخالص الشكر والتقدير لجمهورية اوغندا الصديقة رئيسا وحكومة وشعبا
على استضافتها لهذا المؤتمر البرلماني الدولي الهام كما اتوجه بالشكر
للسيدة الفاضلة ريبيكا كداغا رئيس البرلمان الاوغندي ورئيس المؤتمر على حسن
الاعداد والتنظيم متمنيا ان يخرج المؤتمر بما يحقق مصالح جميع الدول
وطموحات شعوبها.
ان عالمنا اليوم بما يواجهه من
ازمات وتحديات كبيرة متمثلة على وجه الخصوص في النزاعات المسلحة التي تهدد
الاستقرار والسلم الدوليين بحاجة الى ارادة دولية صادقة والى ادارة قادرة
على احداث تغييرات في منظومة عمل الامم المتحدة بما يكفل حفظ السلام والامن
وحماية حقوق الانسان مما تتعرض له من انتهاكات ولاشك ان الدور المحوري
والهام الذي يقوم به البرلمانيون على الصعيد الوطني والجهود التي يبذلونها
في اطار عمل المنظمات البرلمانية الاقليمية والدولية ومن خلال السعي الدؤوب
لايجاد شراكة وتكامل في العمل بين الامم المتحدة والاتحاد البرلماني
الدولي لابد ان يسهم في الوصول الى قرارات دولية رشيدة وفعالة ازاء تلك
الازمات والتحديات.
ان هدفنا الذي يجب ان نسعى اليه
جميعا كبرلمانيين هو العمل الدؤوب لكي يسود المجتمع الدولي الامن والسلام
وان يكون مجتمعا يقوم على الحق والعدل تختفي فيه جميع مظاهر النزاعات
المسلحة التي لا تزال قائمة في اكثر من مكان في العالم وهي نزاعات يقع
الغالب منها في دول احوج ما تكون الى الامن والاستقرار لتوفير الموارد
اللازمة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
نحن
في الشرق الاوسط ينتابنا القلق من جراء التصعيد الخطير الذي تشهده منطقتنا
فلا يزال العدوان الصهيوني مستمرا في قصف المنازل والاهداف المدنية في غزة
وداخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ولا تزال قوات الاحتلال تمارس ابشع
انواع الجرائم بحق الانسانية وهو ما يعتبر بحق ارهابا يرتكبه المحتل على
مرأى ومسمع من العالم اجمع.
ان استمرار هذا العدوان يؤكد بوضوح
فشل الجهود الاقليمية والدولية في وضع حد لهذا العدوان ومساءلة مرتكبيه
ولعل آخر مظاهر هذا الفشل ما نلمسه من عدم جدية أعضاء الرباعية الدولية
وعدم حيادية بعضهم وانحيازهم السافر الى جانب العدوان الصهيوني.
وفي
سبيل مواجهة كل ذلك يحدونا الامل بان تكلل بالنجاح المساعي والجهود
العربية القائمة حاليا لتحقيق المصالحة بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني
وان تؤدي هذه المساعي والجهود في القريب العاجل الى تشكيل حكومة توافق وطني
قادرة على استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقيام دولته
الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ثمة بؤرة
اخرى من بؤر التوتر في اقليمنا العربي لا تزال ملتهبة فقوات الجيش السوري
النظامية وغير النظامية واجهزته الامنية تواصل بعنت واصرار سياسة الارض
المحروقة في المدن والقرى السورية مما ادى في الآونة الاخيرة الى تزايد
اعداد الضحايا من الاطفال والنساء بسبب ما تقوم به السلطات السورية من
انتهاكات مستمرة وممنهجة لحقوق الانسان وهذا ما يدعو الاتحاد البرلماني
الدولي ان يتخذ موقفا واضحا وصارما ازاء تلك الانتهاكات غير الانسانية
وادانتها وشجبها والعمل على سرعة اتخاذ القرارات الفورية والحاسمة لوضع حد
لهذه الاعمال الوحشية وان يصدر هذا الجمع البرلماني الدولي مناشدة لمجلس
الامن الدولي بان يتخذ موقفا موحدا ومتماسكا لحماية المدنيين وتحقيق مطالب
الشعب السوري العادلة في الانتقال السلمي للسلطة وذلك باتخاذ قرار فوري يضع
حدا للدمار البشري والمادي الذي يعاني منه الشعب السوري بجميع فئاته وهذا
ما تهدف اليه كذلك مبادرة جامعة الدول العربية والجهود التي تبذلها كل من
دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي واخيرا
الامم المتحدة.
ولايفوتني في هذا اليوم الاحد الاول
من ابريل الذي بدأ فيه مؤتمر اصدقاء سورية اعماله في اسطنبول ان احيي
الجهود التي يسعى المؤتمر الى تحقيقها لدعم الشعب السوري وانقاذه مما يتعرض
من ابادة والتحية موصولة الى حكومة وشعب تركيا لاستضافتهم ذلك المؤتمر.
اسمحوا
لي في ختام كلمتي ونحن نتحدث عن الامن والسلم في العالم ان ادعو الى ان
يتبنى الاتحاد البرلماني الدولي كل ما يمكن ان يؤدي الى تعزيز القيم
والمفاهيم التي تساعد على ارساء قواعد سلام ونظام امن جماعي عالمي يرتكز
على تعزيز الوئام بين الاديان والتقارب بين الحضارات والثقافات المختلفة.
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
نرفض الردود التي تحتوي على بريد الكتروني أو روابط دعائية لمواقع او مدونات أخرى الإبتساماتإخفاء الإبتسامات